![]() |
خالد أربيعي. |
أما و أن تجد علم البلد يرفرف فوق أبواب المنازل فداك أمر قد يثير الاستغراب في بلد، كبلدنا المغرب.
تصوروا أن تضع أنت و أنا و جارنا أعلام الوطن ترفرف فوق أبواب منازلنا مثل الصورة أسفله، وما سيكون رد فعل السلطة؟، طبعاً التحقيق، و التهم بشتى أنواعها، ان لم يصل الحد الى اتهامك باهانة العلم الوطني أن انتحال صفة "ادارة عمومية".
كل ما رأيته، ليس سوى تجسيد بسيط و دروس عظيمة لما يسميه الأمريكيون "الولاء للوطن"، لأن الوطن يبقى خالداً، و الأشخاص تدهب و يأتي أخرون. الوطن دائماً كان موحد الشعب الأمريكي، و لم يسبق أن قدم أحد من التركيبات العرقية العديدة للأمريكيين ولائه لرئيس بلد، سوى منحه صوته، لتولي القيادة و خدمة الشعب.
هناك في أمريكا، المواطن الأمريكي، أرقى الشعوب بدون نفاق، أودَدُهم و أكثرهم احتراماً للأجانب بدون تملق. أروعهم و أفضلهم احتراماً للأجنبي. هناك لا ولم أرى قط مصطلح يُسمى العنصرية، أو شاهدت شيئاً يوحي عليه، سوى في الأفلام المضللة و الاعلام العربي المُتباكي و طبعاً قصص "نضريات المؤامرة" التي نتقنها. أقول ما رأيته و عشته، و ما قارنته به من شعوب سبق أن زرتها و عايشتها من أوربا الى أفريقيا.
هناك في أمريكا، المواطن في الدرجة الأولى، ثم الدستور بعده و ليس العكس. ستقولون أنني أحمق أو أسرد خرافات، الحقيقة أن المواطن في تلك البلاد، أسمى من أي قانون أو وثيقة دستورية، أولا لأن الدستور يعطي المواطن السمو أولا و أخيراً، حيث أول جملة فيه "نحن الشعب". ثانياً، المواطن الأمريكي، يسمو فوق القوانين و الدساتير الكونية، حين يتعلق الأمر بتهديد حياته أو تعريضه للخطر، فوطنه يُقيم الدنيا و يُقعدها و يُلغي جميع دساتير العالم قبل أن يحيا المواطن الأمريكي المعرض للخطر.
هناك في أمريكا، المواطن يثق ثقة عمياء في الاعلام، عمياء، لأنه يرى، و يثق في ما يرى، لأنه لا يرى ما لا يُريد رؤيته، بل يرى ما يدفع لأجل رؤيته. فالاعلام الأمريكي، يمكن أن يدفع شركة عملاقة كماكدونالس مثلا، للافلاس، ان بث شريطاً واحداً يُثبت فيه للمواطن الامريكي فساد المأكول الأشهر لديه. لسبب بسيط جداً، الأمريكي يدفع ماله لوسائل الاعلام التي يثق بها، الى أن يثبت العكس. كما يمكن أيضاً أن يحمل هدا الاعلام شخصاً بئيساً مثل "أوباما" ليكون رئيساً لأعظم بلد في العالم، يُثبت للمواطن الامريكي، أن داك الشخص أجدر بألاف الحجج، وليس بانتمائه لسلالة أو عائلة مرموقة.
ما ان تحط الرحال في بلدان النفاق، حتى تسمع ما لم تكن تحلم به من أغاني الولاءات لداك الملك أو الرئيس و الهتاف بحياته و الدعوة له بالمكوث ألف عام في الحكم فوق رقبة العباد، في تجسيد لفرعونية عقلية القطيع، و لا تجد بين شاشات التلفزيون سوى سموهم و جلالتهم و سعادتهم و أقربائهم.
الولاء للوطن، هو الدائم أما الولاء للأشخاص فهو نفاق، ينتهي برحيل الشخص، فينتهي النفاق، أما الوطن فيبقى فينا ونبقى فيه نحن، و يبقى للأبد.