الأحد، 22 ديسمبر 2013 - 18:06



أصدرت الشاعرة المغربية أم الغـيث بنبراهيم مومين، بكورتها الشعرية، أخيرا، والتي تحمل عنوان "أريد السفر"، عن دار الصفاء الحديثة للنشر والتوزيع بمدينة الدار البيضاء.

وفي إضاءة نقدية لهذه المجموعة الشعرية، كتب الشاعر مراد القادري :"لم تخطئ الشاعرة أم الغيث بنبراهيم عندما وسمت بكورتها الشعرية بعنوانٍ دال "أريد السفر". فالديوان سفر شعري يأخذ بيد القارئ ويرحل به ليكتشف مع الشاعرة مسيرتها في الكتابة والحياة، تلك الثنائية التي تأرجحت بين حديها الشاعرة، فأخلصت للحياة وانخرطت في أتونها بكل كرم الأمومة وبذلها وجودها، لتخسر الشعر أو ليخسرها الشعر.

ويضيف في مقام آخر، "انتصرت أمّ الغيث بنبراهيم للحياة على حساب الكتابة، فاهتمت بتكوين أسرة وتعهدت بالتربية والرعاية والعطف، وبذلت من أجل ذلك وافر جهدها وعطائها كأي أم رؤوم كريمة، تضحي بدم حرفها وحرقة مدادها لتسطر بدل ذلك قصائد من دم ولحم . ولولا ذلك لكانت الحركة الشعرية المغربية عامة والتجربة الشعرية الستّينية خاصة، قد ربحت اسم شاعرة هي أم الغيث بنبراهيم .على أن سنوات إقامة أم الغيث بنبراهيم بين ردهات الحياة لم تكن بالسنوات العجاف، فقد مدتها خبرة هذه السنوات بعمقٍ فكري ووجودي استثمرته في بناء شعرية قصيدتها ومدها بما تحتاجه من قلق السؤال وحيرة الذات".

يذكر أن الشاعرة بنبراهيم من مواليد مدينة فاس سنة 1938. تلقت تعليمها الابتدائي وجزءً من تعليمها الثانوي بمدرسة أبي شعيب الدكالي للتعليم الأصيل بمدينة الدار البيضاء. تتلمذت على يد أبيها الأستاذ العربي بنبراهيم أحد شيوخ القرويين في منتصف القرن الماضي، فأخذت عنه أصول الدين واللغة والأدب العربي. 

عاشت الشاعرة ظروف المقاومة ضد الاستعمار، وكانت سندا لأخيها المتوفى حماد بنبراهيم، اختارت العناية بأطفالها وبيتها عوض أن تمتهن مهمة التدريس. غير أن شغفها بالأدب والشعر خاصة، علاوة على وفاة أحد أبنائها وهو مازال في مقتبل العمر، سيكون سبباً مباشراً في تفجير قريحتها الشعرية.


سناء الحكيم - مدار 7


22 Dec 2013
.