الخميس، 14 نوفمبر 2013 - 00:14

محمد منصور.
يرى العديد من المحللين ان التقارب الروسى المصرى الأخير يعتبر نتيجة طبيعية للسلوك الأمريكى تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو و رحيل نظام الأخوان المسلمين عن سدة الحكم فى ارض الكنانة , و لكنى اختلف مع هؤلاء فى هذا التحليل لأنه و ببساطة امريكا لم تسلك هذا السلوك مع مصر الا بعد ان تيقنت من ان التقارب المصرى الروسى بدء فعليا و منذ زمن .
فمنذ عام 2005 و القيادة السياسية فى مصر تحاول البدء فى اعادة العلاقات بين مصر و روسيا الى مستويات متقدمة , ربما كانت الدوافع المصرية فى هذا الوقت "ابتزازية" اكثر منها "وطنية" خصوصا بعد ان استشعر الرئيس المصرى مبارك انذاك ان التعاطى الأمريكى مع نظامه سيصل الى نقطة النهاية اجلا ام عاجلا , و بالتالى بدء فى محاولة اعادة العلاقات تدريجيا مع روسيا فوقعت مصر عام 2005 على عقد تسليحى مع روسيا تم فيه تزويد مصر بعدد من منظومات الدفاع الجوى من نوعى "بوك ام" و "تور ام" بجانب تحديث لعدد من وحدات الدفاع الجوى . هذه الصفقة لم يعلن عنها بصورة رسمية و ظلت تفاصيلها غير واضحة حتى ظهرت بطارية تور ام فى احدى تدريبات الدفاع الجوى المصرى.


ثم بدء الكلام حول صفقة ميج 29 بين مصر و روسيا يتردد منذ زيارة المخلوع مبارك الى روسيا عام 2006 و هو العام الذى شهد تكثيف للزيارات من جانب الضباط المصريين الى روسيا و الصين و تكرر هذا الكلام بشكل اكبر عام 2009 عقب زيارة المخلوع الى موسكو و حينها قيل ان مصر تعاقدت على مقاتلات ميج 29 اعتراضية بما مجموعه سربين كاملين مع روسيا لكن لم يظهر ما يؤكد هذه الفرضية حتى الأن ولكن خلال هذه الزيارة تم التوقيع على صفقة لبيع 24 مروحية مى 17 الى مصر تم استلامها بالفعل عام 2010 و بالتالى هذا قد يعد دليل على ان العلاقات التسليحية بين روسيا و مصر بدأت فعليا قبل ثورة 25 يناير.

اما بعد ثورة 30 يونيو , اخذ التقارب المصرى الروسى يأخذ منحى سريع الأيقاع . فبعد زيارة رئيس الأستخبارات الروسية الى القاهرة تم الأعلان رسميا عن زيارة تاريخية مرتقبة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين نهاية هذا الشهر الى القاهرة يسبقها زيارة متوقعة خلال ايام لوزير الدفاع الروسى سيرجي شويجو , تكتسب زيارة وزير الدقاع الروسى لمصر اهمية مضاعفة فى هذا التوقيت خصوصا و ان مهمته الأساسية ستكون اعداد الترتيبات لبدء مباحثات عسكرية بين مصر و روسيا لفتح بوابة التعاون العسكرى بين البلدين على مصراعيها بعد ان ظلت "مغلقة جزئيا" منذ منتصف السبعينيات .. ضمن الوفد المرافق للوزير سيكون هناك رئيس الهيئة العسكرية للتعاون التقنى و فريق كامل من خبراء شركة روس أوبورون لفحص احتياجات الجيش المصرى خاصة على مستوى القوة الجوية فى ظل عرض روسي بتزويد مصر بطائرات ياك 130 و ميج 29 و سوخوى 35 , يضاف الى ما سبق وجود وزير الخارجية الروسى الداهية لافروف ضمن الوفد وهو ما سيفتح افاقا جديدة للتعاون الدبلوماسى بين روسيا و مصر تحسبا للموقف الدبلوماسية الصعبة المقبلة على كلا البلدين خلال الفترة القادمة .. المتوقع هو توقيع عدة صفقات عسكرية بين مصر و روسيا خلال زيارة بوتين قد يكون على رأسها منظومات اس 300 و سوخوى 35 بجانب عمليات تحديث واسعة النطاق لمنظومات الدفاع الجوى و العربات المدرعة و الدبابات العاملة فى الجيش المصرى و بما يتم الحديث عن صفقة لبيع دبابات قتال رئيسية لمصر و قد يكون هذا كله مقرونا بتسهيلات عسكرية جوية و بحرية للجيش الروسى فى موانئ و اجواء مصر مع احتمالية تطور هذه التسهيلات لتصبح قاعدة عسكرية روسية دائمة فى مصر.


نستخلص مما سبق ان التقارب بين مصر و روسيا تسليحيا بدء منذ عام 2005 و لكنه بدء يسير فى وتيرة اسرع منذ الأطاحة بحكم الأخوان فى مصر, لن يكون الجيش المصرى جيشا قويا طالما ظل اعتماده الأساس فى سلاحى المدرعات و الطائرات على السلاح الأمريكى ... اهلا بالسلاح الروسى مرة اخرى ليثبت جدارته على ارض معركة تقترب حثيثا فى مصر.

محمد منصور 
.