الجمعة، 15 نوفمبر 2013 - 13:33


أعلن المعهد العربي للتنمية والمواطنة عن إطلاق موقعه "بوابة المواطنة www.citizenshipgate.com"، والذي يضم فيديوهات أنتجها شباب مغاربيون للتعبير عن آرائهم من خلال البودكاست، ضمن مشروع بدأه المعهد في العام الماضي، بدعم من الميبي بالتعاون مع جمعيتين مغربيتين، هما الجمعية المتحدة لتأطير الطفولة والشبابASUEEJ في مراكش، والمؤسسة الدولية للتدريب والتنمية، وجمعية تونسية هي منتدى الجاحظ. باعتبارهم الشركاء الأساسيين، إضافة إلى العديد من الجمعيات الجهوية والمحلية.

ومن خلال هذا المشروع سيتم تدريب حوالي 400 شاب وشابة في المغرب وتونس على كيفية إنتاج البودكاست، بما يمكّن الشباب من استخدام أكثر فاعلية لوسائل الإعلام الجديد، والمساهمة في نشر ثقافة المواطنة في المجتمع.

وتضمّ البوابة الإلكترونية، إلى حد الآن، حوالي مائة فيلم من إنتاج الشباب في المغرب وتونس، تعالج موضوعات مختلفة ذات صلة بالمواطنة الفعالة،  إضافة إلى مواضيع ذات صلة بالمشاركة في الحياة العامة، واحترام حقوق الإنسان، وتفعيل قيم التعايش والتسامح والحوار... إلى غيرها من الموضوعات التي اختارها الشباب والشابات المشاركون في الورشات التكوينية التي نفّذها المشروع. والتي يستفيد خلالها الشباب من تكوين يسمح لهم بامتلاك مهارات معرفية وقيمية وتقنية؛ إذ يتم التعرف على مفاهيم المواطنة وقيمها ومجالات تفعيلها، وامتلاك الآليات التقنية التي تسمح لهم باستثمار أفكارهم ومواقفهم في إنتاج أشرطة ذات أبعاد مواطنة.

ففي كل ورشة يقوم المشاركون باختيار الموضوعات التي يرغبون في تصويرها، وذلك بالاستفادة من المكان والبيئة التي يتواجدون فيها؛ أي باستثمار الإمكانات المتاحة أمامهم مما يسمح لهم بالابتكار والإبداع، سواء في عملهم على كتابة السيناريوهات بأنفسهم وتمثيلها وإخراجها، وإنجاز عمليات المونتاج باستخدام تقنيات التصوير البسيطة والمتاحة أمامهم، مثل الكاميرا الصغيرة والهاتف المحمول. ...مما يقود في النهاية إلى تحقق مبادئ الإعلام المواطن في صورته الإيجابية.

وبالإضافة إلى الأفلام التي يقوم الشباب بإنتاجها خلال الورشات التكوينية وبعدها، تضمّ البوابة أفلاماً تقوم إدارة المشروع بإنتاجها من خلال مخرجيين محترفين، حيث تتناول هذه الأفلام ذات المواضيع، ولكن بتقنية احترافية.

محمد النص
وبحسب محمد النص، مدير المؤسسة الدولية للتدريب والتنمية في مراكش، ومنسق المشروع بالمغرب وتونس فإنّ المؤسسات المنفّذة لهذا المشروع الرائد استطاعت أن تُحقق من خلاله نقلة نوعية في البرامج التنموية التي تستهدف الشباب، حيث تنقلهم من دور المتلقّي في الشكل التقليدي لبرامج التنمية إلى دور الفاعل والمقدّم، كما أنّه عمد إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة القريبة من قلوب الشباب وعقولهم، وقدّم لهم مدخلاً إيجابياً للتعامل مع هذه التقنيات، ومع هذا المشروع تمّت إعادة إحياء مفهوم نقل المعرفة من الشباب إلى الشباب، بدلاً من إدخال وسطاء بينهم. كما أكد على التجاوب الكبير مع مختلف عملياته التي غطت معظم الجهات بالمغرب وتونس؛ إذ لم يتم الاكتفاء بالحواضر الكبرى والتقليدية، فقد نظمت ورشات بأقصى الجنوب والشمال المغربيين، وبجزيرة جربة التونسية وغيرها من المناطق التي أكدت التجربة حاجتها الفعلية لمثل هذه الورشات والتكوينات .

 وفي إطار عملية تبسيط الجانب النظري في المشروع، فقد تمّ إنتاج دليل للشباب حول مفهوم المواطنة، وكيفية نقل مفاهيمها من الإطار النظري إلى الشكل التطبيقي الذي يعيشه الناس في حياتهم أينما وجدوا.

جمال بندحمان
ويقول د. جمال بندحمان الخبير الدولي في مجال التدريب على الثقافة المدنية وقيم المواطنة: إنّ هذا الدليل يمكّن الشباب من امتلاك المعرفة الأساسية بالمفاهيم التي سيتم توظيفها في إنتاج الأشرطة ذات الصلة بقيم المواطنة الفعالة؛ إذ لايكفي أن يتمكن الشباب من تقنيات إنتاج الأشرطة، بل ينبغي أن يمتلكوا المعرفة السليمة بالمواضيع والمحتويات والقيم المدنية حتى يقع التكامل بين الأمرين. ولذلك فإن هذا الدليل يشكل مرجعا أساسيا لأنه يقدم المداخل الأساسية لمبادئ المواطنة الفعالة دون أن يعمل على تحديد المواضيع التي سيتم الاشتغال عليها، والتي تبقى اختياريا شبابيا، كما أن الإطار العام الذي تتيحه محتوياته لايتم تقديمه في الورشات بشكل نظري؛ إذ يتم اعتماد مبادئ المقاربة التفاعلية من خلال دراسة حالات وتبني موقف والدفاع عنه، وتقمص الأدوار... وغيرها من التقنيات التدريبية التي تجعل المشاركين في الورشات فاعلين لا مجرد متلقين . وهو ما سمح للشباب المشارك بإدراك قيمة الحوار وتنسيب المواقف وعدم التعصب للرأي والموقف، وتقدير الذات، واستيعاب أهمية الفكر النقدي ، وتقدير قيم المواطنة الفعالة والسلوكات المدنية.

وبحسب السيد عبيدة فارس مدير المعهد العربي للتنمية والمواطنة، المنظمة المشرفة على إنجاز المشروع، فإنّ المعهد سيسعى إلى استمرار البوابة في استقبال الأفلام التي ينتجها الشباب، وسيسعى إلى نقل التجربة إلى دول أخرى في المشرق العربي، فبحسب ردود الفعل التي يتلقاها المعهد فإنّ الشباب الذين شاركوا في الورشات، أو الذين اطّلعوا على البوابة، تفاعلوا مع الفكرة، وقاموا بنقلها إلى أقرانهم عبر صفحاتهم للتواصل الاجتماعي. كما أن عدة طلبات للمشاركة توصّل بها المعهد العربي للتنمية والمواطنة والمؤسسة الدولية للتدريب والتنمية من شباب في بلدان عربية أخرى ترغب بالاستفادة من عملياته المختلفة، وهو ما سيسعى المعهد إلى تلبيته في مشاريعه القادمة.

معاد بادري - مدار 7


.