![]() |
عبد الله العروي / نور الدين عيوش |
انتهت المناظرة التلفزيونية، التي استضافت مساء الأربعاء، كلا من من المفكر والمبرز اللغوي، عبد الله العروي، ونور الدين عيوش، الفاعل الجمعوي و صاحب المذكرة التي أثارت الجدل، بخصوص المطالبة باستعمال "الدارجة" في قطاع التعليم بالمغرب، بدعوة "عيوش" إلى خلق لغة جديدة، تجمع بين "الدارجة" المغربية كركيزة أولية، والعربية الفصحى "البسيطة"، مخاطبا "العروي"، "أنت تكون أفكارك على أساس استعمال 'الدارجة' كلغة 'تبسيطية' في النظام التعليمي، وهذا لا يجعلنا نختلف، لأني فقط أتحدث عن غيرتي على 'لغتي الأم' وجعلها اللغة الأولى، داخل الوسط التعليمي، مع تبسيط محتوى اللغة "الفصحى'. لنلتقي عند "نقطة وسط"، تجمع بين اللغتين، مع تفضيل بسيط للغة التي يتقنها أكثر المغاربة".
وأكد العروي، في هذا السياق، خلال البرنامج الحواري "مباشرة معكم" الذي بثته القناة المغربية الثانية، وامتد لساعة ونصف "من الممكن أن تكون 'الدارجة' وسيلة لتعلم اللغة
الفصحى، في الأقسام الأولية، مع التبسيط الممكن في لغة الضاد المدرسة. كإلغاء حركة الحروف العربية آخر الكلمة، وتسكينها، ليتم
بذلك تسهيلها وتبسيطها، ومنه لن نجد أي إشكالية". مضيفا "لا يمكن لـ'الدارجة المغربية' أن تكون لغة ثقافة رفيعة بمستوى الفصحى، ولست مستعدا للتفريط بلغة دولية يتكلم بها أكثر من 300 مليون شخص عبر العالم".
في حين اعتبر عيوش أن التنوع الثقافي الذي يتميز به المغرب، وتعدد واختلاف اللغات العامية بين مناطق المملكة، يفرض "استعمال 'الدارجة' في مجال التعليم، بشكل أكثر، حتى نخوض تجربة أخرى، في سبيل اللحاق بالدول التي سبقتنا في هذا الإطار". مؤكدا أن "نجاح تجربة استعمال "اللغة الأم" في مختلف المسالك التربوية، أعطى دولا تفوقنا في مستوى التعليم، حسب تصنيفات دولية، أشارت إلى أن تانزانيا مثلا، تحتل مراتب متقدمة عن المغرب، باعتمادها على تبسيط لغة التدريس وجعل اللغة الأم، الوسيلة الأولى للتواصل والتعلم". وهو الأمر الذي جعل "العروي" يشكك في صحة تفسير منظمة "اليونيسكو" بقوله، "خطأ هذه المنظمة الدولية هو ربطها بين أساليب التعليم الشفوي والكتابي، لان التسلسل الشفوي يخص فقط تعلم اللغة، بينما الكتابي نشأ مستقلا لا علاقة له بالشفوي، فهو يرتبط أساسا بكتابة اللغة وفهم معانيها" مضيفا في هذا السياق "أزمة التعليم بالمغرب مقارنة مع دول الجوار، ترجع إلى كون "منظومة التعليم بالدول الافريقية ترتكز أساسا على الجانب الشفوي، بحثا عن طبقة "ليست أمية" وفي نفس الوقت مفاهيمها محدودة. بهدف توفير يد عاملة رخيصة وهذا ما يُظهر أن حالة المغرب مختلفة عن الدول الافريقية، بالنظر إلى خصوصيات المغرب داخل القارة".
في حين اعتبر عيوش أن التنوع الثقافي الذي يتميز به المغرب، وتعدد واختلاف اللغات العامية بين مناطق المملكة، يفرض "استعمال 'الدارجة' في مجال التعليم، بشكل أكثر، حتى نخوض تجربة أخرى، في سبيل اللحاق بالدول التي سبقتنا في هذا الإطار". مؤكدا أن "نجاح تجربة استعمال "اللغة الأم" في مختلف المسالك التربوية، أعطى دولا تفوقنا في مستوى التعليم، حسب تصنيفات دولية، أشارت إلى أن تانزانيا مثلا، تحتل مراتب متقدمة عن المغرب، باعتمادها على تبسيط لغة التدريس وجعل اللغة الأم، الوسيلة الأولى للتواصل والتعلم". وهو الأمر الذي جعل "العروي" يشكك في صحة تفسير منظمة "اليونيسكو" بقوله، "خطأ هذه المنظمة الدولية هو ربطها بين أساليب التعليم الشفوي والكتابي، لان التسلسل الشفوي يخص فقط تعلم اللغة، بينما الكتابي نشأ مستقلا لا علاقة له بالشفوي، فهو يرتبط أساسا بكتابة اللغة وفهم معانيها" مضيفا في هذا السياق "أزمة التعليم بالمغرب مقارنة مع دول الجوار، ترجع إلى كون "منظومة التعليم بالدول الافريقية ترتكز أساسا على الجانب الشفوي، بحثا عن طبقة "ليست أمية" وفي نفس الوقت مفاهيمها محدودة. بهدف توفير يد عاملة رخيصة وهذا ما يُظهر أن حالة المغرب مختلفة عن الدول الافريقية، بالنظر إلى خصوصيات المغرب داخل القارة".
وفي سياق فصله لأسلوب التعلم الشفوي والكتابي قال "العروي" إن "اللغة المنطوقة تحدد مستوى المخاطِب، وتبرز الفرق بين المثقف وغيره".
وبخصوص دعوة "عيوش" لتدوين الدارجة، قال إن طرح الأخير "قد يؤدي إلى تقويض الوحدة الوطنية للبلاد من خلال اتجاه كل جهة بالمغرب إلى الكتابة بلهجتها المحلية". نهيك عن "تقوقعنا وانكماشنا بعيدا عن الدينامية إن تم اعتماد طرح عيوش".
وتحدث العروي عن أن أبرز مثال لوقوع هذا التقوقع، والمتمثل في دولتين هما أولا مالطا، حيث أن "اللغة المالطية لغة عربية، ولما استرجعها المسيحيون أخذوا لهجتها العربية وكتبوها باللاتينية. وبهذه اللغة التي تعتبر اللغة الأم درسوا في التعليم الأولي، لكن بعد تقوقعهم، شرعوا في تعلم الانجليزية". أما الحالة الثانية فتتمثل في اللغة السواحلية، التي قال عنها العروي، أنها "لغة منسية، لا يهتم بها أحد الآن، رغم أنها لغة أدب وشعر وثقافة".
وانتهى المفكر المغربي إلى إبداء تخوفه من مصير "اللغة الأم الحقيقية" للمغرب حيث قال : "إذا كتبنا 'الدارجة' سنجمدها، وبعد عشرين سنة ستصبح هناك هوة بين "الدارجة" المكتوبة وتلك المنطوقة، وهو ما يحصل للاتراك الآن، الذين لم يعودوا يفهمون خطب مصطفى كمال لأنها كانت في مستوى التركية المحكية التي لم تعد موجودة .. مشكل اللغة عندنا، يجب تصليحه عبر تطوير اللغة الفصحى، لتصبح في متناول الجميع بدل الانغماس في تكوين لغة دارجة جديدة تستنزف الوقت، وتقضي على لغة البلاد".
أما "عيوش" فذهب لتقريب رؤيته من معالجة "العروي"، حين اعتبر "(الدارجة) لغة عربية تساهم فقط في التعلم بطريقة سهلة، وتخرج من صعوبة الفهم التي يعاني منها المغاربة، وهو ما يجبرنا على اعتماد 'العامية المفهومة' التي لا تلغي اللغة العربية الفصحى بل تشكل مع 'الدارجة' خليطا مبتدعا ومفهوما"، موضحا "في المغرب، 6 بالمئة فقط من المتعلمين، يصلون إلى المدارس العليا، لمواصلة دراستهم. بسبب حاجز وسائل التواصل واللغة المستعملة، ما يستنزف من ميزانية الدولة 55 مليار درهم، وهذا ما يجعلنا أمام ضرورة إعادة النظر في لغة التعليم بالمغرب". منهيا كلامه بـ"الدارجة لغة أفتخر بها كما كل المغاربة".
مدار 7