الأحد، 17 نوفمبر 2013 - 17:02



ألقى رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، نور الدين مضيان، أمس السبت، بالرباط، كلمة وجهها للحكومة، خلال مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2014.

واعتبر رئيس الفريق الاستقلالي، أن مناقشة مشروع قانون المالية 2014، متجاوز، ويرجع إلى سنة 1998. مضيفا أن "الفريق الإستقلالي سبق أن تقدم بمقترح قانون يرمي إلى إعادة النظر في القانون التنظيمي للمالية، لكنه ظل حبيس رفوف اللجنة النيابية الدائمة المختصة في انتظار مشروع القانون التنظيمي الذي التزمت الحكومة بإحالته على مجلس النواب منذ أكثر من سنتين لكن دون جدوى. معتبرا أن الأمر "دليل قاطع على غياب إرادة الحكومة في تعزيز دعائم الحكامة المالية والاقتصادية، وعجزها عن إصلاح المنظومة المالية، وتقوية دور البرلمان في مراقبة المالية العمومية".

وقال القيادي الإستقلالي، "إن مشروع القانون الذي نناقشه تبقى سمته الأساسية تعميق الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تئن تحت وطئتها الأغلبية الساحقة من المواطنين، نتيجة سياسة لا شعبية أحادية قاصرة، تراجعت عن الاصلاحات البنيوية الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلبها المرحلة لتقود حتما إلى البطالة الواسعة والفوارق الاجتماعية، وتزايد انعدام التوازن المجالي بين المدينة والقرية وبين الجهات فيما بينها". مشيرا إلى أن "المحللين الاقتصاديين والفرقاء الاجتماعيين والسياسيين، اعتبروا هذا المشروع هو أضعف حلقة في مشاريع القوانين التي عرفتها الحكومات في تاريخ المغرب، مشروع فارغ المحتوى لا طعم فيه ولا لون له، مشروع يخلو من لمسات الابداع والابتكار وينفر منه الذوق العام".

وفي سياق آخر، ضمّن مضيان كلمته أمام نواب الأمة، بتعليقه على الانسحاب الأخير لحزب الميزان من التحالف الحكومي، قائلا: "كنا في حزب الاستقلال أوفياء لتحالفنا الحكومي، متمسكين بميثاق الأغلبية كما تعاقدنا عليه، سعينا من خلال مشاركتنا في الحكومة إلى إنجاح العمل الحكومي بما تقتضيه متطلبات المرحلة، لكننا فوجئنا في حزب الاستقلال بتعارض إرادة الآخر مع إرادتنا وتوجهاتنا، فزاغ ميثاق الأغلبية عن طريقه، وبدا منطق الاستفراد بالقرارات يطبع العمل الحكومي بدل منطق الإشراك والتشاور ، مما دفعنا إلى تنبيه الآخر بكل مسؤولية تاريخية إلى ضرورة القطع مع كل الممارسات غير المقبولة والتي من شأنها أن تعصف بوحدة التحالف".

وأردف مضيان، موجها كلمته لبنكيران، "إن الحكومة في نسختهـا الثانية جاءت عقب ولادة قيصيرية عسيرة، وما هي إلا قطاعات مفتتة ومشتتة، متداخلة الاختصاصات، طبع تكوينها الارتجالية والارتباك، غيبت مقاربة النوع الاجتماعي في توزيع حقائبها، فأخفقت في ترجمة السعي نحو إقرار المناصفة كما هو منصوص عليه في الدستور عندما أسندت منصب وزيرات منتدبات لأربع نساء".

وفي ختام كلمته، انتهى مضيان، إلى اعتبار الوضع السياسي المغربي بلغ قمة تأزمه، موجها أسهم الانتقاد، للنهج الذي يتبعه رئيس الحكومة، قائلا: "واعدتم الفقراء بغد أفضل، وتواعدتم من اعتبرتموهم مفسدين بمحاسبتهم اليوم قبل غذ، لكن نراكم حينمـا تفشلون تعلقون خيبتكم وفشلكم على اعتراضات ومواجهات اللوبيات لإصلاحكم، فلا يسعكم والحالة هاته إلا تحضير الغيبيات من جن وعفاريت لتساعدكم على استخراج التماسيح وطرد شياطين الفساد. مضيفا. "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

عبد الحميد بن يحيا - مدار 7
.