الأربعاء، 20 نوفمبر 2013 - 03:00

معاهدة (اتفاقية) باريس سنة 1815

تمكن  نابليون بونابرت من بناء امبراطورية شملت عدة دول في غرب أوربا، واجتازت البحر الأبيض المتوسط  لتحتل مصر. كان نابليون يحلم ببسط يديه على أكبر مساحة ممكنة حول العالم و إرساء امبراطورية ضخمة. سعيه هذا و حروبه التي خاضها جعلت من اسمه اسما خالدا في تاريخ فرنسا.  فكيف بزغ نجم نابليون ؟ وكيف خاض حروبه ؟ وكيف كانت نهايته ؟

نابليون بونابرت

ولد نابليون في جزيرة كورسيكا من والدين ايطاليين، وتدرج في سلك العسكرية الى أن أصبح جنرالا. و قد ظهر نفوذ بونابرت بشكل كبير مع تأسيس الجمهورية الفرنسية الثانية . حيث عهد إليه بقيادة حملتين عسكريتين موجهتين ضد ائتلاف الدول المهددة لفرنسا سنة 1799. 

في مرحلة لاحقة سيتمكن من الوصول الى أعلى السلطة ويتقاسمها مع شخصين آخرين في ما سمي وقت ذاك بحكم القناصل، وبعد خمس سنوات من ذلك التاريخ سينصب ''نابليون بونابرت'' نفسه امبرطورا لفرنسا في العقد الأول من القرن التاسع عشر، ليبدأ مشروعه التوسعي. كانت أولى مراحل هذا التوسع خوض حرب ضد النمسا التي كانت تحتل إيطاليا، إنتصر جنود نابليون على النمساويين في "معركة لودي" وطردوهم من منطقة لومبارديا الإيطالية. لكن نابليون سيعود لينهزم في "معركة كالدييرو" على يد القوات النمساوية التعزيزية بقيادة المشير "جوزيف ألڤنسكي"، إلا أن بونابرت عاد وأمسك بزمام الأمور وحقق نصرًا حاسمًا على النمساويين في "معركة جسر أركول"، وتابع زحفه ليُخضع الدولة البابوية, ثم فتح واجهتين جديدتين لحربه التوسعية في كل من مصر وروسيا.

في مصر، تغلب نابليون على المماليك ودخل الاسكندرية ثم القاهرة سنة 1798 . أما على الجانب الروسي فقد عقد نابليون مؤتمرًا في مدينة إرفورت بألمانيا، امتد من 27 سبتمبر إلى 14 أكتوبر من سنة 1808، وعُرف باسم "مؤتمر إرفورت"، مع القيصر "ألكسندر الأول"، نصا فيه على توثيق العلاقات بين الإمبراطوريتين الفرنسية والروسية وعلى اتخاذ كل منهما للآخر حليفًا، لكن تعامل روسيا اللين مع العدو الأول لنابليون ( بريطانيا )، وتفكير القيصر الروسي بغزو فرنسا أدى الى بداية الحرب بين الامبرطوريتين. 
كان نابليون يتوقع معركة سريعة على الحدود يجبر فيها القيصر ألكسندر على طلب السلام، و يعود إلى الوطن قبل نهاية الصيف,لكن جلد الروس وصبرهم أطال الصراع وجر الجيش الفرنسي الى حرب طويلة الامد, دخل خلالها الفرنسيون الى موسكو ثم انسحبوا منها, لتبدأ سلاسل هزائم نابليون . نفي بعدها نابليون الى جزيرة " البا " و حاول الإنتحار مرات عديدة .

معركة " واترلو "
بعد عودته من منفاه تمكن نابليون من استرجاع قوته وجنوده وجر أعدائه الى معركة جديدة ستكون الاخيرة في حياته. سميت هذه المعركة ب"واترلو" و جرت قرب بروكسيل وكان طرفاها الأساسيان : فرنسا وتحالف مكون من انجلتراو هولندا والمانيا وبعض الدول الصغيرة. ورغم أن نابليون أوقع في صفوف أعدائه خسائر فادحة فإنها لم تشكل ضررا كبيرا يقضي على الأعداء، بل بدأت مدفعية الإنجليز تحصد خيالته الموجهين إلى قلب القوات الإنجليزية. ولما أدرك نابليون النهاية الأليمة التي تنتظره، ركب جواده وصف حرسه الخاص صفوف متلاحقة، وأشار بأصبعه نحو الإنكليز. وصلت حرارة المعركة أوجها، ونابليون على رأس قواته وتكبد الإنجليز خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. اضطر ويلينغتون قائد القوات الإنكليزية بعد أن أصيب أن يترجل من جواده حاملا سيفه ويتقدم حرسه. اصطدم الحراس ببعض، وأراد نابليون أن يزج بنفسه وسط النيران لولا أن أثناه ضباطه فلوى رأس جواده وغادر الميدان وهو يقول: خسرنا كل شيء إلا الشرف. عاد إلى باريس ليتنازل عن العرش، بينما كان ميدان واترلو مليئا بجثث القتلى  والجرحى.


بعد الهزيمة وقع نابليون على معاهدة بشروط قاسية أعيدت بسببها الملكية الى فرنسا , لخوف دول الحلفاء من انتقال التجربة الجمهورية اليها. أما نابليون فنفي للمرة الثانية الى جزيرة "القديسة هيلانة" وسط المحيط الأطلسي  بين أفريقيا والبرازيل. وكان توقيغ معاهدة باريس في مثل هذا اليوم  20 نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1815.

زيد فاخي 
20 Nov 2013
.