![]() |
معاد بادري |
أعلن الإعلامي المغربي " جامع كلحسن " بأنه سيستضيف في برنامجه الشهير "مباشرة معكم " يوم الأربعاء القادم كلا من المفكر المغربي الكبير عبد الله العروي و" الناشط " نور الدين عيوش، للتناظر حول موضوع " أطلقه" عيوش بداية الشهر، حينما خرج علينا بتقرير من ندوته الدولية حول التعليم، موضوع التدريس بالدارجة المغربية في المراحل الأولى للتعليم و الاستغناء عن العربية فيما يخص المواد العلمية و تقليص التعليم الديني في الكتاتيب.
مناظرة لا نريد أن نؤثر فيها قبل بدايتها، خصوصا و أننا في حاجة ماسة لمثل هذه المبادرات لولا أن الموضوع " مفتعل " و محسوم نقاشه قبل التناظر فيه.
يظل العروي، مفكرا كبيرا له تاريخه و له أعماله و مؤلفاته التي تشهد له أمام الجميع. فيما يظل عيوش سمسار إشهارات لا أقل و لا أكثر، يستخدم ما علمه عمله للترويج لنفسه أيضا، فيخرج علينا كلما نسيه الناس و غاب عن وسائل الإعلام بـ"موضة" جديدة يروم بها إلهاء الناس عن المواضيع ذات الأهمية الكبرى و شغلهم بشخصه " الكريم" و قضاياه التافهة.
مفهوم المناظرة هنا ينتفي، فالكفتان غير متوازنتين. والموضوع ثابت من الثوابت المجمع عليها. فالكل يعرف نتيجة النقاش منذ الساعة. و الكل يعرف رأي المغاربة أيا كانت توجهاتهم السياسية - بإستثناء أذناب الفرنكفونية طبعا- و أيا كان مستواهم التعليمي و الثقافي في مسائل هوياتية كهذه.
ما لا أجد له أجوبة و أود معرفته و معي الكثير، هي أسئلة مشروعة و بريئة من قبيل :
- من يكون "عيوش" ليتحدث في سياسات التعليم ؟ و من أين يخرج علينا في كل مرة بأفكاره الجهنمية هاته؟
- من هم الخبراء الدوليون الذين شاركوا في ندوته الدولية و ما هو تاريخم ؟ و لماذا غيب -و الندوة دولية- الخبراء المغاربة و العرب ؟ أم عساهم انقرضوا؟
- ما حيثيات اختيار عيوش لموضوع كهذا بالذات في هذا الوقت بالذات ؟ و لماذا توجه بمذكرته للملك مباشرة بدل التوجه للوزارة الوصية أو المجلس الأعلى للتعليم مثلا ؟
- ما المغزى من إخراج العروي في هذا الوقت بالذات من قبوه و جره الى نقاش تافه كهذا في آخر سني عمره ؟
- هل دور المثقف و المفكر أن يناقش "سفهاء" القوم و ينزل الى مستوى أفكارهم ؟ أم دوره الرقي بالنقاش العمومي الى مرتبة أعلى يكون فيها هو المسير للنقاش بكسر الياء بدل أن يكون المجرور اليه و المسير بفتحها؟
- لماذا يا ترى استطاع عيوش إنجاح خطته و جر النقاش العمومي نحو "حضيضه" في وقت كان الرأي العام منشغلا فيه بالحديث عن تطورات قضية الصحراء و قانون المالية الجديد و زيارة الملك لواشنطن ؟ ألا توجد علاقة مشبوهة في الأمر ؟ أم هي مجرد تهيؤات لأناس تحكم مخيلاتهم نظرية المؤامرة ؟
أسئلة متى أجبنا عنها، نكون قد اقتربنا من فهم حقيقة ما يجري، و حقيقة ما يراد لنا أن نجري وراءه.
معاد بادري